ريتشاردوني سفير الولايات المتحدة السابق بالقاهرة:لدي إسرائيل مخاوف من التقارب المصري الأمريكي لكن واشنطن عاقلة وتعرف مصالحها

ريتشاردوني الذي اشتهر بانغماسه في الحياة المصرية والفلكلور المصري خلال عمله كسفير للولايات المتحدة بالقاهرة في الفترة من 2005 الي 2008 ويشغل الآن منصب استاذ كرسي بمعهد السلام التابع للخارجية الامريكية تحدث لـ «الوطني اليوم» عن مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية. كيف تري العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر حاليا؟
مصر بلد ملهم وواحدة من تلك الدول القليلة في العالم التي تنعكس اختياراتها واخفاقاتها ونجاحاتها علي دول أخري عديدة وعلي شعوب منطقة الشرق الأوسط بأكملها وأقول: ان مصر بعيداً عن المزايدات فهي قاطرة المنطقة فعندما تتحرك مصر باتجاه مزيد من الحريات والديمقراطية والإصلاح الاقتصادي فإن هذا يعني ان الشرق الأوسط كله سيتبعها في هذا الاتجاه
كما أن موقعها الجغرافي هو موقع استراتيجي للغاية وهو ما يدعم هذا التأثير عالميا - وخلال الأعوام القليلة الماضية استطاعت الولايات المتحدة ومصر أن تسوقا مبادئً كالديمقراطية وحقوق الانسان وهي بنظري لا تقل أهمية عن العلاقات السياسية والاقتصادية.
ماذا عن رؤيتك حول مستقبل هذه العلاقة؟
مصر دولة جادة فيما تفعل، ولديها رصيد كبير في التاريخ والاحترام الدولي وهي قوة اقليمية فاعلة جداً ولديها علاقات دبلوماسية مؤثرة وقوية وهي صديق قوي وجيد للولايات المتحدة والحقيقة ان الإدارات الامريكية تهتم بمصر لأنها تمثل الثقل في قلب هذه المنطقة واعتقد ان مستقبل الشراكة والصداقة بين البلدين مبشر للغاية وانا متفائل بها.
كيف تري أهمية زيارة الرئيس مبارك لأمريكا في هذا التوقيت؟
الرئيس مبارك هو شخص رائع وقد التقيته كثيراً كما أنه شديد الحكمة، والإدارات الامريكية تسعي للتعلم منه والاستفادة من حكمته، وزيارة الرئيس اليوم وبعد خمس سنوات لم يزر خلالها البيت الأبيض تعد تطوراً وتأكيداً مهما علي ثوابت الاستراتيجية الامريكية التي تسعي للاستفادة من الحلفاء في المنطقة والاستزادة من خبراتهم ومصر والرئيس مبارك حليفان أساسيان للولايات المتحدة لما لهما من قدرة علي التأثير وثقل استراتيجي في المنطقة.
باستثناء قضية السلام في فلسطين ماذا تعتقد أن يناقشه الرئيسان مبارك وأوباما اليوم؟
هناك موضوعات عديدة منها دارفور وهي نقطة شائكة للغاية نظراً لما تمثله السودان من أهمية استراتيجية لمصر وأي ضعف في السودان سيؤثر بشكل مباشر علي مصر و أعتقد أن إيران سيكون لها أهميتها خلال المباحثات وكذلك العراق والانسحاب الامريكي منها هو نقطة مهمة بلاشك.
بعض الصحف الاسرائيلية تتخوف من التقارب المصري الامريكي وتعتبر أن هذا التقارب يأتي ضد مصلحة إسرائيل؟
دائماً لدي الاسرائيليين هذه المخاوف، والولايات المتحدة دولة عاقلة وهي الدولة الأكبر في العالم الآن وتعلم كيفية الحفاظ علي مصالحها وتوازنات القوي في المنطقة وإذا كانت علاقاتها مع إسرائيل.
علاقة خاصة فعلاقاتها بمصر أيضاً لها خصوصيتها وأهميتها، والتقارب المصري الامريكي هو تقارب طبيعي نظراً لطبيعة المرحلة كما أن الخلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل السبب فيه مواقف حكومة اليمين هناك.
وكيف تري الروابط الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة حالياً؟
منطقة الشرق الأوسط ومصر بصفة خاصة هي الأكثر جذباً للاستثمار والأقل تأثراً بالأزمة المالية العالمية واعتقد أن تقرباً وثيقاً سيتم عي الصعيد الاقتصادي بين البلدين قريباً.
ماذا تتوقع أن تخرج به القمة المصرية الأمريكية من قرارات ونتائج؟
أتمني أن تكون هناك استراتيچية دبلوماسية للمصالح والعلاقات بين البلدين توفر مناخاً من الاستقرار والشفافية في العلاقات الدبلوماسية وهو ما سيفيد كلا البلدين علي المدي الطويل والقصير.