(1) قبل 10 سنوات تقريباً، شهدت هذه البلاد الهادئة الآمنة أول جريمة اغتصاب من نوعها، خطف أربعة من العاطلين فتاة اسمها سلوي كانت تسير وحدها أول الليل.. اقتادوها تحت تهديد المطاوي إلي أحد حقول شبين القناطر والتهموها جميعاً، وأعادوا ما بقي منها آخر الليل.. ألقوها علي الطريق وهربوا. (2) كان حادث فتاة شبين القناطر أول إعلان رسمي عن تغير هذه البلاد التي كانت آمنة، عن الخوف الذي سكن الحقول والبيوت وقلوب الآباء علي بناتهم ونسائهم، في بلادنا الفقيرة لا تملك الفتاة دائماً رفاهية البقاء في المنزل بانتظار العريس.. (3) مرت 10 سنوات علي اغتصاب سلوي والحكم علي الجناة بالإعدام، ومن يومها أصبحت أخبار الاغتصاب والخطف والتحرش مجرد يوميات عادية في صفحات الحوادث، وتغيرت الأحوال وكبرت البنات ونضجت وفتشت عن حلول للقضاء علي هذا الخوف الساكن في كل مكان.. (4) في مركز شباب شبين القناطر وضعت «الأنباء الدولية» يدها علي التغيير الذي شهدته هذه البلاد، وتابعت كيف قررت الفتاة الريفية البسيطة أن تحمي نفسها بنفسها.. كيف قررت فتيات صغيرات مثل الورد أن يحطن أنفسن بالأشواك وأن يواجهن مجتمعاً ذكورياً لا يحترم المرأة ويعتبرها من أملاكه الخاصة حتي لو كانت مجرد فتاة «شقيانة» عائدة إلي منزلها بالليل. (5) يتجلي المشهد كاملاً في نادي شبين القناطر.. هناك لا تندهش إذا رأيت عشرات الفتيات تتراوح أعمارهن بين الرابعة والـ21 يقفن في صفوف وقد ارتدين البدلة البيضاء وربطن خصورهن بالأحزمة، منها السوداء، تشق صرختهن قلب الخوف وتسكب الطمأنينة في قلوب الأمهات والآباء. (6) ابتسم واطمئن.. أنت الآن في قلب التغيير.. من كان يتخيل قبل ربع قرن أن بنات الريف سيتحولن إلي بطلات في الكاراتيه والتايكوندو ويحصلن علي بطولات كبيرة.. إن بنات الريف تخلين عن الخجل والتردد والأحلام القديمة في الجواز والستر و... الطريف أن السبب في إقبال الفتيات علي تعلم لعبة الكاراتيه العنيفة كان بإيعاز من أولياء أمورهن، خاصة الأمهات، لمواجهة أي عملية تحرش جنسي أو لفظي تتعرض له الفتيات. إلي نادي شبين القناطر الرياضي، ذهبت الأنباء الدولية لرصد تلك الظاهرة، وكانت تلك التعليقات من أولياء الأمور.. تقول والدة اللاعبة ملك أحمد: كل يوم نسمع عن تحرشات جنسية وقضايا اغتصاب واختطاف، لذلك قررت أنا وزوجي أن نحضر ابنتنا إلي «النادي» لتتعلم لعبة الكاراتيه لكي تتعلم ما يمكنها من الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت لأي موقف من هذه المواقف التي تهدد بناتنا كل يوم! أما والدة الفتاة إسراء جمال فتقول: ابنتي تبلغ من العمر 12 عاماً، وهي تتعلم لعبة الكاراتيه منذ أن كان عمرها 6 سنوات، في البداية تركناها تأتي للنادي وتمارس هذه اللعبة فقط لتمارس الرياضة، خاصة أن النادي ليس به الكثير من الرياضات أو الألعاب فالامكانات بسيطة ومتواضعة، ولكن الآن تبين أن هناك فوائد أخري من وراء تعلم هذه اللعبة العنيفة، في ظل ما نراه في التليفزيون ونقرأه في الصحف، فالأمان أصبح مفقودا وأولاد الحرام «كتار». وتقول والدة حنان عبدالسلام الوكيل: الرياضة بشكل عام ضرورة، لأنها تعمل علي بناء الجسم وكذلك لإبعاد أولادنا عن الوقوع في «الغلط» لأنها تلهيهم عن أمور سيئة كثيرة، وأري أن ابنتي التي لم تكمل عامها العاشر بعد في حاجة لتلقي دروس في لعبة الكاراتيه، ورغم أنها لعبة «أولادي» أكثر، إلا أنها ضرورية حتي يمكنها الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت لموقف يحتاج إلي القوة ومواجهة شخص يريد بها السوء. فيما تقول الشقيقتان رغدة ورنا خالد شعلان: والدنا مدرس وهو الذي يشجعنا علي الحضور إلي النادي وتعلم الكاراتيه، ويقول إن الرياضة مفيدة وتنمي العقل، لذلك فهو يقوم بتوصيلنا لحضور التمرين ويأتي «آخر النهار» ليعيدنا إلي المنزل. وتضيف مني أحمد 20 عاماً: قبل سنوات سمعت عن حادثة اغتصاب لفتاة جارة لنا علي يد بلطجي يتعاطي المخدرات، ومن ساعتها قررت تعلم فنون لعبة الكاراتيه للدفاع عن نفسي، لو حدث وتعرضت لموقف مشابه خاصة أن الشباب لا يتركون الفتيات في حالهن أبداً، وبالإضافة لذلك أكسبتني الرياضة الكثير والكثير، فمثلاً شخصيتي اختلفت، وبعد أن كنت منطوية وخجولة، أصبحت متفتحة بشكل أكبر واجتماعية.
أخلاق البنات في الريف.. اتغيرت
مني حران المحاميه- مراقيه
- عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 09/08/2009
العمل/الترفيه : محاميه
- مساهمة رقم 1