مني حران المحاميه السبت أغسطس 22, 2009 3:27 pmقبل أيام أصدر رئيس الوزراء المبتسم المتفائل دائماً كتاباً ملوناً عن إنجازات حكومته في 5 سنوات.. بدأ أكثر رؤساء وزراء مصر تعرضاً للإنتقاد وكأنه يغيظ منتقديه ويخرج لهم لسانه.. وقد حشر في الكتاب كل المباني وأعمال المعمار التي قامت بها حكومته الميمونة ليضمن زيادة كشف الإنتاج. إلا أن شهادة د.نظيف الحقيقية يجب أن يحصل عليها بتوقيع هؤلاء الموظفين في حكومة سيادته.. وهم ثلاثة من المواطنين يعملون في جهة حكومية ولهم مرتب شهري وزي اشتهروا به بين الناس حتي يكاد يصبح الزي الرسمي للمسئولين وعمال النظافة. أفسد عمال النظافة الثلاثة عرس نظيف الحاكم الفعلي الآن للبلاد بعد سفر الرئيس مبارك في رحلة واشنطن. 3 عمال نظافة يستحقون الفصل والحرمان من نعيم الهيئة ومكنستها بل يستحقون الإعدام في ميدان عام.. لا يقدرون المسئولية ولا أهمية المرحلة التي تمر بها البلد.. ولا يهمهم ماذا سيقول الناس عنا في الخارج. البهوات.. ناموا أثناء تأدية عملهم.. هدهم التعب وأجهدهم كنس الشوارع التي لوثتها خطايا حكامها وقمامة سادتها. أعياهم انتظار سيارة يركبها باشا طيب يدس في أيديهم بضع جنيهات قليلة تكفي ثمن فطيرة يسدون بها رمقهم. أعياهم الوقوف في طابور الانتظار، ربما تتحقق وعود رئيس الوزراء.. فناموا من التعب. وفي دولة نظيف.. لم يعد حتي الرصيف متاحاً للغلابة.. كان الرصيف زمان آخر ما يلجأ إليه المشردون والفقراء الجوعي والمتسولون. إلا أن الموظفين الثلاثة في الدولة وفي عصر ثورة المعلومات واللاب توب والفساد المنظم الممنهج ناموا علي طرف الرصيف وليس علي الرصيف، فلم يستوعبهم رصيف نظيف وناموا علي طرفه أو علي الأسفلت، علي سيارة مسرعة يقودها شاب مبسوط حبتين تريحهم من أحزانهم وأثقالهم وتؤمن لأسرهم تعويضاً مناسباً. التقطت عدسة الأنباء هذه الصور فجراً وبينما يستعد الناس لبدء يوم مرهق مزدحم ملوث جديد. لم يجدوا متسعاً علي الرصيف المقابل للسفارة التشيكية لأن النوم ممنوع هناك فاختاروا منطقة محايدة علي البنادورات بين الرصيف والأسفلت. مرتب الواحد فيهم 120 جنيها ولدي كل واحد فيهم أسرة وأطفال تأكل وتشرب مثل باقي أطفال العالم. لديهم أقارب ماتوا في العبارة الغارقة وأقارب ماتوا بالفشل الكلوي والسرطان وفيروس سي وأقارب ماتوا من الجوع. كلهم كلهم.. أفضل وأصدق واجهة للحكومة السعيدة بكتاب إنجازاتها
