رجال السياسه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بكم في منبر المحامين الحر

    أضحوكه أسمها حقوق الأنسان

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    Admin
    Admin


    ذكر عدد المساهمات : 85
    تاريخ التسجيل : 03/08/2009

    مميز أضحوكه أسمها حقوق الأنسان

    مُساهمة  رمضان الغندور الثلاثاء أغسطس 04, 2009 2:22 am

    بعد مرور 60 عاما على الإعلان العالمى لحقوق الإنسان أنظر حولى ولا أجد إلا حروب وخراب وقتل وتدمير وتعذيب وجرائم تجعل من الهولوكوست قزما فى عالم الجريمة الدولية. ومن الذى ارتكب كل ذلك؟ أغلبيته تمت بأيدى ، أو كان وراءها ، نفس الدول التى صممت وصاغت وأعلنت الإعلان العالمى منذ ستة عقود – أمريكا وبريطانيا. والسؤال الآن هو لماذا تحول "المجنى عليهم" إلى جناة ؟ ولماذا ترك الملايين من شرفاء العالم إعلان لا يساوى قيمة الورق الذى كتب عليه يستغل "رسميا" لإستعبادهم من قبل الجناة؟ وهل حان الوقت لفرملة قطار المهلبية الفاشل المسمى بالأمم المتحدة؟
    بعد الحرب العالمية الثانية عندما وضحت الفظائع التي ارتكبها نظام هتلر النازى وقيمت الهزائم النكراء التى لحقت بالحلفاء ، توافقت اراء بعض الدول "الكبرى" داخل مايسمى الآن بالمجتمع الدولي بأن ميثاق الأمم المتحدة لم يحدد حقوق الإنسان بشكل يحقق مصالح تلك الدول ويحميها من ظهور هتلر ثان. ولذلك رأوا ضرورة أن تحدد حقوق الأفراد في وثيقة حقوق كاعلان عالمي.
    وكما يعرف الجميع فقد قامت لجنة شكلت من مندوبين من أمريكا وكندا وفرنسا وتايوان ولبنان بصياغة ، أو طبخ ، اعلان يتضمن 30 مادة تتعلق بحقوق الإنسان ظاهرها جميل وحميد يشرح الصدور وباطنها خبيث لا يسر حبيب أو عدو.
    دعونى أبدا من نهاية الإعلان وهى المادة 30 خاتمة مسرحية حقوق الإنسان الكوميدية والتى لم تضحك إلا السذج والجناة الذين استغلوها واستفادوا من ورائها الكثير بتحقيق أهداف غير شرعية مثل إحتلال الدول وسرقة النفط والآثار وغيرها. نصت هذه المادة على أنه " ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه." وطبعا لا داعى لمناقشة هذه النكتة حيث أن الكثير من الدول والأنظمة والجماعات وحتى الأفراد قد قاموا بالفعل بهدم "كل الحريات" الواردة فى الإعلان. ويكفى ذكر جرائم امريكا فى كوريا وفيتنام ثم فى أفغانستان والعراق ناهيكم عن الجرائم غير المباشرة فى الكتلة الشرقية سابقا و كوبا وكولومبيا والفليبين والسلفادور وبنما على سبيل المثال لا الحصر. ولا يفوتنا ألأضرار الناجمة عن دعم إدارات واشنطن المتعاقبة للطغاة واللصوص الذين استعبدوا الشعوب فى الدول النامية مثلا مصر وإيران والسعودية واليمن والفليبين وغيرها و الذى يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان.
    وإذا عدنا إلى بداية الإعلان نستطيع أن نتجاهل المادة الأولى عديمة اللون والطعم والرائحة والتى لا تشكل إلا تحصيل حاصل واضافة سطرين إلى مساحة الإعلان حيث تقول " يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء."
    نفس الكلام ينطبق "تقريبا" على المادة 2 التى تقول :"لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود."

    قلت تقريبا بسبب الجزء الأخير فى تلك المادة والذى ضربت به عرض الحائط كل دول الإتحاد الأوروبى وأمريكا واستراليا وكندا والسعودية ودول الخليج تحديدا بمعاملتها لطالبى فيزة دخولها بمعايير متعددة وباتباع اسا ليب "لا تنتمى للإنسانية" مع اللاجئين وحتى مع الزائرين العاديين بما فى ذلك إيداعهم فى معسكرات اعتقال لا ترقى لحظائر كلابهم بل وسجن بعضهم – كل ذلك لإنهم من بلدان فقيرة أو أفقرتها الأنظمة الديكتاتورية المدعومة من إدارات بلاد "المهجر".
    ورغم أن المادة 5 تقول " لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة." ، فكلنا يعرف أن كل ذلك حدث فى بلاد كثيرة فى العالم بما فيها أمريكا نفسها ، كما حدث فى جوانتانامو وأبو غريب وقندهار مثلا ، بل أنه أصبح عرفا جاريا فى بلاد مثل مصر والسعودية وليبيا والعراق وغيرها. وطبيعى أنه فى تلك البلاد لا داعى لأخذ أى إعتبار للمادة 9 التى تنص على أنه "لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً." لإن القبض والحجز التعسفى والنفى لا تمثل شيئا خطيرا بالنسبة للتعذيب والعقوبات الوحشية.
    ما يجده الكثيرون غريبا ومقززا ولا يقبله منطق هو تصهين عدد ضخم من اليهود وتحولهم إلى وحوش ضارية اقترفت أبشع جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين و داست بالأقدام على قوانين حقوق الإنسان وأعطت ظهرها للأمم المتحدة وكأنه لا وجود لها على مدى الست عقود الماضية. هؤلاء أنفسهم أو أبنائهم هم الذين أخذوا العالم ، وخاصة ألمانيا ، رهينة مقابل ما حدث لبعضهم فى الهولوكوست. التفسير الوحيد لتحول الضحايا إلى جناة هو أنه لابد أنهم كانوا أصلا جناة استغلوا المجنمعات التى عاشوا فيها ولم يتقبلوا أبدا مبدأ "عش ودع الآخر يعيش". وطبعا دفع ذلك بكثير من لأنظمة لمحاصرة اليهود اقتصاديا وتقليم أظافرهم سياسيا حتى جاء هتلر وقرر القضاء عليهم دفعة واحدة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 2:12 am